نداء حضرموت – متابعات
بعضنا لا يتوقف عقله عن التفكير، وتتراوح أفكاره بين القلق من المستقبل والندم على ما فات، وهو ما يطلق عليه التفكير الزائد، فإن كان الأشخاص يراجعون حياتهم من حين لآخر ويتدبرونها، فإن المواقف في عقل صاحب التفكير الزائد لا تتوقف، وهو ما قد يؤدي لمضاعفات خطيرة على صحة العقل والجسد.
وفي هذا التقرير نتعرف على أسباب التفكير الزائد وأضراره، والخطوات التي قد تساعدك في التخلص منه..
– الأسباب
يعتبر “القلق” العابر أو المرضي، أحد الأسباب الرئيسية للتفكير الزائد، ما يجبر الإنسان على تخيل أسوأ السيناريوهات، فقد تكون مصابًا بالقلق الاجتماعي لما يجب أن يقال وما يجب ألا يقال، وقد تكون قلقًا من نظرة المجتمع لك، وقد تكون خائفًا من الفشل، كما أن بعض التجارب الصعبة ونتائجها السيئة على الفرد تؤدي للتفكير الزائد، وعلينا أيضًا ألا نغفل دور بعض الأمراض النفسية كاضطراب القلق العام، واضطرابات الوسواس القهري، والتي قد تسبب التفكير الزائد.
كما يسبب كثرة تناول المشروبات المنبهة مثل القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، وكثرة التعرض للوسائل الإلكترونية مثل الإنترنت، والجوال، والتلفاز، القلق والتفكير الزائد.
– الأضرار
التفكير الزائد لا يسبب فقط الإزعاج العقلي، بل يمكن أن يمتد التأثير إلى كونه قد يودي بحياتك، فمع كثرة التفكير يتعرض جسمك بشكل زائد لهرمونات التوتر، وهو ما يسبب التأثيرات التالية:
الذاكرة وخلايا المخ
يمكن لـ(هرمونات التوتر) ومنها الكورتيزول أن تتلف خلايا المخ في الحصين، والحصين هو جزء موجود في المخ ويعمل على تخزين الذاكرة، ويمكن للإفراط المزمن في التفكير أيضًا أن يغير وظائف الدماغ عن طريق تغيير بنيته وتوصيله.
تقليل المناعة
يسبب إطلاق الكورتيزول في الجسم الإجهاد، ما يؤدي بدوره إلى إضعاف الجهاز المناعي، وبالتالي تصبح أكثر عرضة للعدوى والأمراض.
– أمراض متعلقة
يمكن أن يؤدي التفكير الزائد إلى مشكلات في الجهاز الهضمي، كالتهاب الأمعاء ومتلازمة القولون العصبي، وتغيرات حركة الجهاز الهضمي وإفرازات المعدة، كما يمكن أن يعرض صحة القلب والأوعية الدموية للخطر، بسبب عدم انتظام دقات القلب.
كما يؤدي التفكير الزائد إلى التنشيط المستمر للغدة النخامية والغدة الكظرية مما يضعف الاستجابات المناعية للجسم، وهو ما يؤدي إلى تطور بعض أنواع السرطان، ويؤدي أيضًا إلى عدد من الاضطرابات الجلدية أو يزيدها سوءاً، مثل الصدفية والحكة والتهابات الجلد.
– خطوات للمساعدة
هناك خطوات اتفق عليها معظم الخبراء النفسيون، وأشادوا بقدرتها على الحد من التفكير السلبي.
ملاحظة المبالغة في التفكير:
تعتبر الملاحظة من أولى الخطوات للتخلص من كثرة التفكير، حيث يجب أن ينتبه الإنسان عندما يفكر في الأمور كثيراً، أو يقلق بشكل كبير على الأمور التي لا يستطيع التحكم بها.
تمارين التنفس:
عند الانخراط في التفكير المفرط يمكنك اللجوء إلى تمارين التنفس العميق التي تساعد على التوقف عن التفكير، فأولا اجلس بوضع مريح مع الحرص على راحة الرقبة والكتفين، وعليك وضع إحدى اليدين على البطن والأخرى على القلب مع التنفس ببطء من خلال الأنف حتى يمتلئ الصدر بالهواء وكتم النفس للحظات وإخراج الهواء عبر الفم، ويمكنك تكرار التمرين ثلاث مرات خلال اليوم.
إشغال الوقت:
عند شعورك بأن الأفكار تحاوطك ولا تستطيع التخلص منها عليك بإشغال نفسك بممارسة أي نوع من النشاط الذي يخلصك من التفكير، مثل اللجوء إلى الرسم أو الكتابة أو ممارسة نوع من الرياضة.
تذكر الإيجابيات:
في هذه الأوقات عليك أن تتذكر الإيجابيات، سواء أكان هذا التذكر بالكتابة أم التفكير فيما وقع في حياتك من إيجابيات واستعراضها عقليًا.
تمارين التأمل:
تعد تمارين التأمل من الوسائل الجيدة التي تساعدك على تصفية ذهنك من ازدحام الأفكار، إذ إن تمارين التأمل لها دور في التقليل من الضغوط النفسية والقلق والتوتر والتفكير المفرط في شتى الأمور.