نداء نيوز – متابعات
عاد موقع التواصل الاجتماعي “تيك توك” لإثارة الجدل مرة أخرى في مصر، وهذه المرة بسبب وفاة 3 أصدقاء في عمر الزهور بشكل مفاجئ ومتوال.
وفي الوقت الذي لم يثبت تعرضهم لأي نوع من الوفاة الجنائية، قالت وسائل إعلام محلية إن السبب في الوفاة هو لعبة “الوشاح” أو ما يعرف بتحدي التعتيم على تيك توك.
انتحار مفاجئ
وحيد عشم، هو خال الشاب أدهم الذي توفى نتيجة لعبة الوشاح، مؤخرًا، يكشف لموقع “سكاي نيوز عربية” عن صدمتهم جراء الواقعة، حيث كان أدهم بينهم مجاورًا لوالدته في فترة الظهيرة، وبعد تناول وجبة الغداء، دخلت شقيقته الغرفة لتجده مشنوقًا، وهو الأمر الذي لم يكن أحد يتخيله على الإطلاق.
يؤكد خال الضحية أن الحادث كان بمثابة صاعقة على الأسرة، خاصة وأنه على الرغم من وفاة اثنين من أصدقاء أدهم بنفس الطريقة، لم يكن يتخيلوا أن يكون هو القادم، مطالباً بضرورة تقنين وضع تيك توك في مصر مع هذه الحوادث الغريبة التي تصيب الأطفال والشباب في سن مبكرة، ما يدفع بهم إلى الانتحار.
لم يكن أدهم يعاني من أي آثار نفسية، حسبما يشير خاله إلى موقع “سكاي نيوز عربية”، فما بين توفير كافة عناصر الحياة الرغدة التي تجعله سعيدًا، أقدم على الانتحار بهذه الطريقة، مشيرًا إلى أنه كان يحب تيك توك ومنتشرا عليه، وكأنه مقدم على نهايته على حياته بدخوله على هذا التطبيق الإلكتروني.
ما هو تحدي التعتيم؟
منذ فترة وجيزة، أعلنت وسائل إعلام إيطالية وفاة طفلة مشنوقة بسبب لعبة الوشاح الموجودة على تطبيق “تيك توك”، حيث أشارت إلى أن اللعبة تستهدف الأشخاص الذين يمرون بلحظات اضطراب نفسي واكتئاب، على أمل أن يعيشوا تجربة مختلفة تخرجهم من اكتئابهم الشديد، ما يجعلهم فريسة سهلة للوقوع في الفخ.
يبدأ الأمر بالتسجيل على اللعبة من خلال حساب على تيك توك فقط، ويطلب منهم تحدي تعتيم الغرفة ومن هنا جاء مصطلح “تحدي التعتيم”، وبعدها يسجلون لحظات كتم النفس، بحجة أنهم سيشعرون بأحاسيس مختلفة وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها، ونجح بعض المشاركين في التحدي بالفعل، بينما توفى البعض الآخر منهم حالات مصر.
ضحية جديدة
واحد من هؤلاء الضحايا هو أدهم، شاب لم يتخط عمره الـ 21 عامًا، حيث يسكن نفس المنطقة التي وقعت فيها الحوادث وتشابه أنها لاثنين من أصدقائه، حسب شاهد عيان مقرب من الحالات طلب من “سكاي نيوز عربية” عدم ذكر اسمه، فإن الحالات الثلاث وآخرهم أدهم وقعوا في فخ اللعبة تواليا حتى توفوا.
وأضاف الصديق المقرب من الحالات الثلاث أن الأمر متشابه، حالة من النشاط الكبير تظهر على الشخص، وفي مفاجأة يدخل أهله عليه الغرفة ليجدوه متوفيا بنفس طريقة اللعبة التي أعلنوا عبر تيك توك الدخول في تحديها الأشهر “تحدي التعتيم”، الأمر الذي يؤدي إلى إثارة الفزع في الأسرة ويصيبهم بحالة شديدة من الحزن، لعدم ظهور أي بوادر على إقدام ذويهم على الأمر.
المواجهة ضرورية
وفي هذا السياق، أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن أغلب حالات الانتحار في العالم بين الأشخاص في سن المراهقة، وهو ما يعكس لماذا انتحار هؤلاء الشبان في مصر في وقت متزامن تقريبا، مشيرًا إلى أن الحالة تسمى في الطب النفسي بما يعرف بـ”انتحار تدهور سن المراهقة”.
وأشار خبير الطب النفسي في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن على الأهل أن يتابعوا أبناءهم خاصة وأنهم الأقرب إليهم، وعندما يتم رصد اضطراب في الحالة وعدم انتظام في النوم واللجوء إلى الاختلاف والشذوذ الفعلي، فإن التواصل مع الابن ضروري ومواجهته حتى يصبح طبيعيا، حيث يمنعه ذلك بشكل كبير من الانتحار.
وأكد فرويز على ضرورة وجود تقنين لوضع “تيك توك” وهذا الألعاب خاصة وأنها ليست الواقعة الأولى التي تحدث فيها هذه الحوادث، حيث شهدت مصر وفاة عدد من الشباب أيضًا نتيجة عدم وجود وضوح في الألعاب الإلكترونية على الموقع الإلكتروني والتي تساهم مع الوقت في زيادة نسب الانتحار.
ليست الواقعة الأولى
حالات الانتحار المفاجئ بسبب لعبة الوشاح، أعادت إلى الأذهان انتحار نجل البرلماني السابق حمدي الفخراني، عام 2018، بسبب لعبة الفيل الأزرق التي تقوم على سلسلة من التحديات، والتي تبعها سلسلة من القرارات التي تمت بناء على اتفاق مسبق بين الحكومة المصرية وإدارة تيك توك.
ويحس موقع “تيك توك” بشكل واضح على ضرورة توخي الحذر في التعامل مع هذه الألعاب، خاصة مع تحدي الوشاح الذي طالب مستخدميه بالإبلاغ عن الأشخاص المشاركين على أمل أن يمنعه من الانتشار عبر الإنترنت، عن طريق الضغط على الثلاث نقاط بجوار الفيديو، ثم اختيار إبلاغ، وبعد ذلك تحديد السبب الانتحار وإيذاء النفس والأفعال الخطيرة.