كتب/صالح علي الدويل باراس
✅ سنعرض لبعض مداخل اليمننة التي يجب ان نسدّها وطنيا وسياسيا في الجنوب فلا احد يصدّق من الجنوبيين انه شريك معهم في اليمننة الوطنية الا على قول التهامي:
العسل عندنا والبصل عندكم
والبصل اكلنا والعسل أكلكم
فدهاء الزيدية ليس في مذهبيتها بل الاخطر المركز المقدس للهيمنة الذي يمتص حياة الاخرين بالسيطرة على السلطة والنفوذ والثروة، فعندما استشعرت افلاس الخطاب الطائفي بانه ضامن لسلطتها ونفوذها في بداية القرن الماضي جعلت اليمننة خطابا جامعا وحشدت فيه المناطق التي هزمتها واذلّتها تاريخيا لتكون وقودا لمشروعها بينما انعكس لها الخطاب بشكل سلطة وثروة ، ولما انهزمت بانقلاب 26 سبتمر تحوّل الى عصبويتها الزيدية وتُعاد الكرة الان بالهيمنة اما بالطائفية الحوثية الزيدية او بالاخوانية العصبوية الزيدية وكلاهما تكييفان للسيطرة على السلطة والثروة بين قوتي الزيدية : الطائفية او العصبوية
✅ ذاكرتهم التاسيسية للحكم طائفية وقتالهم للاستئثار بالسلطة والثروة بحيث لا يخرج من دائرتها لكنهم يتعايشون مع الخلاف والإختلاف والتعارض بل والعداء فعقليتهم تتقبّل التكتكة كامر واقع وتشرعنه عسكريا وسياسيا وحتى دينيا ، انهزموا من صنعاء وعمران..الخ وقالوا حقنا لدماء المسلمين وعلى الكل ان يتقبّله امرا واقعا لا مساءلة فيه!!. اما البلاد والمحافظات التي يريدون ان يسيطروا على سلطتها وثروتها اما – بعصبويتهم او بطائفيتهم – فان المعارك فيها معارك لحمى الاسلام ، وقادسية العرب !! تدمير صنعاء لايجوز لانها ارث حضاري اما عدن فدمروها !!..الخ ولذا فهم يقبلون مشروع الحوثي بصفويته وسيقبلون مشروع الاخوان من منطلق انه يحمي مصالح العصبوية ولانه مشروع مخدّر للمناطق التي يجوز الحرب فيها وتدميرها كما يتقبلون الطائفية من منطلق الهزيمة التاريخية لتلك المناطق
تلك الهيمنة التاريخية خلقت ثقافة تعايش المهزوم والمنتصر وخلق اطار للمهزوم يشعره انه شريك لا مهزوم عبر خطابات الاحزاب سواء الميمننة او المؤسلمة.
✅الجنوبيون تستفزهم الطائفية ولا يقبلونها لكن وضعهم مختلف تماماً فممكن ان تيار او حتى تيارات فيهم تستعين بالغريب عندما يتاكد ان رؤيتهم ليس لها مقبولية في الجنوب ويرفض ان ينسّق مع القريب وهذا خلل غريب والاغرب معرفتهم ان خلاف الشماليين على ثروة الجنوب وسلطته وان من يستعين بهم يريدونه “محلل ” ضد الجنوبي الاخر ولاعادة الهيمنة على الجميع ، وبعد “خراب مالطة” يصحو ويضع المبررات التي خدعته بالشماليين
اخطر المداخل الان هي الاحزاب الايديولوجية ذات الايديولوجيا سواء القومية او من مازالت تضع الجنوب جزءا من يمننة اليمن او الاسلامية ومداخلها عبر ثقافة الانقسامية السياسية التي ادارت الجنوب قرون من الزمن وصارت ذاكرة تاسيسية فيهم بما خلقت فيه عصبويات يستغلها الاعداء لضربهم بها
ثم تلتها شمولية جعلت اليمننة ركنا وطنيا فيها تقدّم مصلحة جماعتها بيمننتها على ماسواه ، شمولية جعلت الاخر التعايش مع ثقافة التعاون مع الغير شيئا طبيعيا
✅ الامم لا تتصالح مع اعدائها الوطنيين حتى وأن غُلِبت واقصد بعدم التصالح والتسامح ان لا يجب بناء مشروع معه وليس العداء بمعنى ثقافة الكرهية
ومن المداخل ان الشمولية خلقت في ثقافتنا السياسية قبول المختلف على مضض او عدم قبوله الا عبر الاطر!! وكنت شاهدا انا والاخ صالح علي بلال عام 2013م على احد رؤساء المكونات حين وُضِعت مبادرة المليون بصمة لتحرير واستقلال الجنوب وهي مبادرة وضعها نشطاء من محافظة شبوة وليس من سبب جعله يرفضها الا ان جزءا من دعمها المالي من اطار جنوبي لايرضاه !! فرفضها لانها لم تمر عبر “الاطر” حد قوله و”الاطر” هي مكوّنة العتيد فرفضها بل اشاع مكوّنه انها ضد الاستقلال
19فبراير 2021م