نداء حضرموت – متابعات
قد يكون الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن قد بدأ التحضير لكتابة خطاب التنصيب قبل ثلاثة أشهر من اليوم، لكن ما حدث خلال هذه الفترة جعل من مهمة إلقاء الخطاب صعبة جدا إلى درجة أن وسائل الإعلام وصفتها بـ”الجحيم”.
ومن المقرر أن يلقي بايدن خطابا إلى الأمة في مراسم تنصيبه في مبنى الكابيتول، منتصف النهار بتوقيت واشنطن. ورغم أنه اعتاد إلقاء الخطابات منذ عقود، إلا أن هذا الخطاب هو الأكثر أهمية.
ويكتسب هذا الخطاب أهمية فائقة، لأنه يعد الخطوة الأولى في رئاسة بايدن، فالجميع داخل الولايات المتحدة يترقب كلماته ويسعى قطعا لتحليلها.
إضافة ثم خذف
وفي الأمر بعض الخطورة، على ما يورد موقع “بوليتكو” الإخباري، الذي يشير إلى أن بايدن كان يعاني في طفولته من مشكلة التلعثم في الكلام.
وقال “بوليتكو” إن هناك حاجة ماسة إلى خطاب غير تقليدي في يوم التنصيب، في ظل الأزمات المتعددة التي تواجه البلاد، من انقسام المجتمع على خلفية الانتخابات، إلى وباء كورونا إلى الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
ومن الإشارات التي تظهر اهتمام بايدن الكبير بالخطاب، أنه يعمل مع مساعديه على كتابة ست أو سبع فقرات ثم يجري حذفها.
وخلال الحملة الانتخابية، كان يمضي وقتا داخل سيارته ذات النوافذ السوداء، يراجع أبرز النقاط التي سيقولها لأنصاره، وكان يتدرب على الملاحظات المهمة مرارا حتى يحفظها، مما يلتهم كثيرا من الوقت.
ونقل “بوليتيكو” عن أحد مساعديه أن بايدن قال له بغضب: “لن أقول هذا أبدا”، في إشارة إلى عبارة أثارت غضبه في أحد الخطابات، لكن المساعد ذكّر بايدن بأنه قال كلاما مثل هذا قبل أسابيع.
ويفسر الموقع إيلاء بايدن اهتماما مبالغا به في الخطابات إلى الصعوبات التي واجهها في الكلام أثناء الطفولة، وظلت معه بصورة ما حتى الكبر.
منذ نوفمبر الماضي
وتقول شبكة “سي أن أن” إن بايدن يحضر لخطاب التنصيب منذ مطلع نوفمبر الماضي، حيث ألقى خطاب النصر، في ولاية ديلاوير، لكن المهمة راحت تصعب شيئا فشيئا على بايدن، مع استمرار منافسه الجمهوري ترامب في ترديد مزاعم لا أساس لها عن سرقة الانتخابات، الأمر الذي يفاقم الانقسام في أميركا.
ويبدو خطاب بايدن الأكثر تحديا في تاريخ الرؤساء الأميركيين مثل عهد فرانكلين رزوفلت، الذي تولى السلطة في وقت كانت أميركا تغرق في أسوأ أزماتها الاقتصادية مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، بحسب تقدير “سي أن أن”.
ويخضع الخطاب لسرية شديدة، لأن بايدن يريده رسالة جيدة لكل الأميركيين ولأنه قد يدخل عليه تعديلات بين لحظة وأخرى، لكن البعض يتوقع أن يحمل شيئا من خطاب النصر عندما طالب بالتخلي عن الخطاب المتشنج في الانتخابات.
وقال السناتور كريس كونز، وهو ديمقراطي من ولاية ديلاوير، ومقرب من بايدن: “إنه يدرك جيدًا أن هذا هو أهم خطاب تنصيب منذ أبراهام لينكول”، الرئيس الأميركي الذي أعاد توحيد الولايات المتحدة بعد أن انفصلت بعدها بقوة السلاح.
وينتظر كثيرون الخطاب، متوقعين أن يكون سادس أهم خطاب تنصيب في الولايات المتحدة، إذ دخلت 5 منها التاريخ من أوسع أبوابه، حينما ألقاها رؤساء كانوا يواجهون أزمات استثنائية، كما في حالة بايدن.
30 دقيقة
ويفترض أن يستمر الخطاب بين 20- 30 دقيقة، وأفادت توقعات بأن تسيطر الموضوعات التي طرحها في الحملة الانتخابية على كلماته الموجهة إلى الأمة، وخصوصا الوحدة ونبذ الانقسام.
ويُنظر إلى خطاب التنصيب القوي على أنه أول خطوة نحو جذب المزيد من الرافضين إلى جانبه، كما يقول المقربون منه.
وصياغة الخطاب عملية مرهقة للغاية، لدرجة يبدو عسيرا للغاية وكأنه “جحيم “، وفق “بوليتيكو”.
ويقول الموقع إن ثلة من المخضرمين يشاركون في صياغة الخطاب من بينهم، كبير كتّاب الخطابات، فيناي ريدي، الذي ساعد بايدن في تنظيم حديثه إلى الجمهور بطريقة بسيطة ومتأصلة، إلى جانب كبير موظفي البيت الأبيض رون كلاين.
ونقل عن مصدرين قولهما إن المؤرخ جون ميتشام لم يشارك في صياغة الخطاب رغم أنه كان من الذين يسدون النصائح في الماضي إلى بايدن.
لكن “سي أن أن” تقول إن ميتشام سيشارك في المهمة، وعلى أي حال، فالمهم كيفية إلقاء بايدن للخطاب وقدرته على إقناع الشعب الأميركي بقدرته على القيادة.