كتب / د. فضل الربيعي
في البلدان التي تعيش حالة صراعات ولم تحسم عسكريا يتم التوجه والضغط بالقبول بالحل السياسي والتفكير بالحل السياسي يبدأ في البحث عن الآليات التي تقود العملية السياسية ربما تتمحور حول انتاج الحكومة المؤقتة وهنا يتم تسمية الحكومة وتحديد مهامها مثل حكومة إنقاذ حكومة تكنوقراط وحكومة محاصصة وحكومة تقاسم ومحاصصة وحكومة مناصفة وهي التسمية للحكومة الراهنة تحمل دلالات واضحة ومحددة وقد أخذ ذلك عدة أبعاد بتحديد المناصفة بين الشمال والجنوب، وهو مبدا مهم جدا، والشمال والجنوب يحملان معاني سياسية في ذهنية اليمنيين.
لذا عمل الآخرون وتحديدا ماكنة إعلام الإخوان بشتى الطرق والوسائل محاولة تمييع هذا المبدا لأن المناصفة هنا تعنى التاسيس والتاصيل للقضية والحق الجنوبي، والتوجه نحو الحل النهائي، لذا جرى اللعب على النسبة النصف المخصصة للجنوب بحيث لاتذهب للكيان السياسي المعترف به كممثل للقضية الجنوبية (المجلس الانتقالي الجنوبي) كاستباق منهم لإضعاف دوره في المفاوضات النهاية كما نص على اتفاق الرياض.
الأمر الذي تم الدفع بمكونات أو احيا بعض المكونات والتجمعات الجنوبية بوصفها جنوبية حتى يتم إظهار الخلاف علنا وان الجنوبيين مختلفين اي بمعنى ليس لديهم هدف وقضية موحدة، نعرف جيدا أن دوائر يمنية وخارجية اشتغلت على ذلك وحاولت الانتقاص من دور الانتقالي.
تجاه ذلك مارس الانتقالي سياسية النفس الطويل، ولم ينجر للمواقف التي كانوا ينتظرونها منه.
نعم لم يحصل الانتقالي لوحده على نسبة الخمسين في المئة. إلا أنه ضمن حق ممارسة الفيتو على النسبة الباقية والذين تم اختيارهم بعد موافقة الانتقالي.
وهنا نقول ونأمل من الشخصيات الجنوبية في الحكومة اي كان انتمائها فإن الضرورة السياسية والموقف الوطني يجعلكم أمام مسؤلية تجاه خدمة وطنكم الجنوب المحرر ورفع المعاناه عنه وتعويض عما لحق به خلال السنوات السابقة.. ونقول للانتقالي أن يصوب سياسته تجاه الجميع في هذه المرحلة بما تجعل منه قوة سياسية تتمحور حولها قناعات القوى الجنوبية بكافة واستيعاب النخب التي ربما أهملت بالأمس والسير في اتجاه إنجاز ما نص عليه اتفاق الرياض في تقوية معسكر الشرعية في مواجهة الحوثي ومحاربة الفساد وإعادة الأعمال ودمج القوات الجنوبية ليجعل من هذه النقاط مداخل حقيقية للمناورة والعمل السياسي داخل الحكومة وخارجها لخدمة القضية الجنوبية اولا، وأنها اللازمة اليمنية ثانيا…
فتمسكوا بتسمية المناصفة، ولا تعيرون اهتمام بالانتماءات الحزبية التي يروج لها اعلام الإخوان، فالأيام القادمة ستشهد تغيرات كبيرة ربما النصف الجنوبي يصبح هو الحكومة لوحده.