كتب/ د. عيدروس نصر
بعد إضاعة سنة من عمر اليمنيين في الشمال والجنوب ملأى بالآلام والمعانات والإحباطات والخيبات، أُعلِنَت الحكومة التي يسمونها بحكومة المناصفة، وكان يمكن إعلانها في يناير من العام المنتهي 2020م لولا غياب الشعور بالمسؤولية وأطماع المتاجرين بآلام المواطن والوطن.
لم يعد الناس يهتمون بالأسماء ولا بمن تمثل من المكونات السياسية التي أكل عليها الدهر وشرب دون أن تقدم لليمنيين جرعة علاج لأوبئتهم المتواصلة ولا رغيف خبز للجوعى المتزايد عددهم كل يوم، وكل ما يتساءلون عنه هو:
ـ هل ستستطيع هذه الحكومة بتركيبتها الراهنة إعادة تشغيل محطات الكهرباء؟ ليأتي الصيف القادم بلا انقطاعات وبلا اختناقات ؟
ـ هل سيستطيع المريض أن يذهب للعلاج في مستشفى الدولة دون أن يحتاج إلى وساطة من صديق أو قريب؟
ـ بل هل سيستطيع الموظف الحكومي أن يحصل على راتبه الشهري في نفس الشهر دونما تأخير؟
ـ هل ستقعل الحكومة شيئاً من أجل إعادة الاعتبار للريال اليمني الذي صار يتقزم ويتضاءل كل يوم أمام العملات الأجنبية حتى صار ما كان يشترى منذ عشر سنوات بعشرة ريالات يشترى اليوم بألفين وثلاثة من نفس الريالات؟
ـ هل ستردع الحكومة الفاسدين والعابثين؟ وهل سنرى يوما مسؤولاً حكومياً ولو صغيراً يقف في قفص الاتهام بتهمة سوء استخدام السلطة والفساد والعبث بالمال العام؟
ـ وهل سيفكر المتمسكون بمناصبهم بتفعيل الجبهات ولو باتجاه استعادة ما أخذه منهم الانقلابيون من الأراضي والمعسكرات والمواقع التي حررها أبناؤها في نهم ومأرب والجوف والبيضاء وسلمها الأشاوس للحوثيين مع الأسلحة والذخيرة والمركبات والآليات بلا أدنى مقاومة ؟
ـ وأخيرا هل ستقوم الحكومة بحل ملف النازحين من خلال إنشاء مخيمات تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة المحترمة، والفرز بين النازحين الحقيقيين وبين المصطنعين الذين يمكن أن يكون بينهم مجرمون وإرهابيون، ومستخدَمون من قبل جماعة الانقلاب؟
لاحظ الكثير من المتابعين أن من احتفظوا بمواقعهم منذ حكومة بن دغر حتى اليوم هم الخائبون والفاشلون والمتهمون بالعبث بالموارد المخصصة لوزاراتهم، وسيكون من العبث الانتظار من هؤلاء أن ينجحوا فيما فشلوا فيه على مدى ست سنوات، فهل ننتظر من رئيس الجمهورية أن يمهل هؤلاء وكل التشكيلة الوزارية مهلة زمنية للإيفاء بمهامهم أو استبدالهم، أم إن التقاسم والمحاصصة تمتد إلى أن تصبح فاسد مقابل فاسد، ولص مقابل لص؟؟
وقبل الختام.
رسالة إلى أعضاء الحكومة وبعضهم من أصدقائي:
ليس التحدي الذي أمامكم كيف تسترضون أحزابكم ومكوناتكم السياسية، لكنه كيف تبرزون أهليتكم لخدمة المواطن الذي يعلق آماله على عودتكم ورفع المعاناة عنه، فإن نجحتم في هذا فقد فازت أحزابكم في اختياركم وإن خبتم فالخيبة كبيرة عليكم وعلى من اختاركم وعلى المواطن الذي قلما أفلح في الرهان على من يرفع عنه المعاناة.؟
التحديات كبيرة والجميع يعلمها لكن يمكن قهرها بالإقلاع عن المنهاج التقليدي الذي لا يصلح في أزمنة الأزمات والاختناقات
أما جماعة الانقلاب في صنعاء فقد حصدت الكثير من النجاحات بفعل فشل الفاشلين وتخاذل المتخاذلين، وتوجيه السلاح في الاتجاه الخطأ، فهل آن الأوان للتعلم من هذه الخيبات؟؟
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)