كتب/ محمد العماري
في صباح مشمس يعبق برائحة العيد، اجتمع المئات من الشباب والأهالي في مدينة المكلا للمشاركة في فعالية “يوم الباخمري”، الحدث الذي أصبح طقسًا سنويًا برعاية دقيق حضرموت، بتنظيم من مبادرة لقيا الشبابية. لم يكن التجمع لتناول وجبة الباخمري اللطيفة، بل كان لقاءً عامًا يعيد للأذهان روح “العواد” بشكل جماعي بعد إنشغال الناس في زحام الحياة.
*رجل الأعمال بين الشباب*
في زحمة الفعالية، برز رجل الأعمال الحضرمي ياسر خالد بن هلابي ، مدير عام شركة حضرموت لمطاحن وصوامع الغلال، الذي كان حاضرًا بين الشباب، يتبادل الحديث معهم، يهنئ الجميع بالعيد، فرحاً بهذه الفعالية التي تعزز الترابط المجتمعي، بفضل دعمه المستمر، تحوّل “يوم الباخمري” إلى تقليد سنوي، يمنح الجميع فرصة للقاء والاحتفاء في أجواء جميلة، تمامًا كما كانت تفعل الأجيال السابقة، حين كان العيد مناسبة تجمع ولا تفرق.
*ابتسامة الفعالية*
لا يمكنك المرور في الفعالية دون أن تلاحظ الشاب البشوش حسن سعيد سعدالله Hassan Saadallah ، سكرتير مكتب الشركة، الذي بدا وكأنه حلقة وصل بين الجميع، بوجهه البشوش وكلماته الطيبة، مرحِّبًا بالضيوف، حاضرًا وسط الحضور، ويحرص على أن يسير كل شيء بسلاسة خلف الكواليس.
*محاولات إفشال*
وكعادة أي حدث يحظى باهتمام، لم تسلم الفعالية من الانتقادات، بل حتى محاولات التشويش عليها، ومع ذلك، استمرت بقوة، دون أن تتأثر بالضجيج. يقول سالم شاكر ، القائم على المبادرة: “هدفنا بسيط جدًا، نحن فقط نريد إعادة روح العواد، أن نجمع الناس في مكان واحد”. أجبته وأنا أنظر حولي إلى الجموع التي تتبادل الأحاديث والضحكات: “مدام الهدف مجتمعيًا، فلن يضره شيء”.
*الباخمري حديث الشارع*
كما هو الحال مع أي حدث يحظى بالاهتمام، انقسم الناس بين مشيد ومنتقد، وهناك من رأى فيها لمسة جميلة تحيي روح العواد وتعزز من الترابط المجتمعي، فيما اعتبرها آخرون مجرد حدث عابر لا يحمل قيمة كبيرة، وبين هذا وذاك، مضت فعالية يوم الباخمري في طريقها، ولم تتأثر بالجدل، بل تغذت عليه، فكل نقاش مهما كان حادًا منحها مساحة أكبر في الترويج لها، وجعلها حدثًا ينتظره البعض، حتى لو كان ذلك لمجرد الحديث عنه.

