كتب/ سالم علي بامخرمه
تتجه ألسن المراقبين صوب الرياض , تتلهث لإعلان الحكومة المرتقبة , وهي أحد بنود اتفاق الرياض , وحتى يتسنى معرفة امكانية الالتزام بالاتفاق وتنفيذه , وما واجبنا كمشروع وطني تحرري خلال هذه الفترة للحفاظ على خط السير – صيانة للعهد الذي قطعناه على أنفسنا , ووفاء لدماء الشهداء التي روت هذع الأرض الطاهرة – كان لزاما علينا العودة بعجلة التاريخ إلى الوراء قليلا , وسرد التجارب المشابهة للإستفادة من تفاصيلها .. والسعيد من اتعظ بغيره .
استدعينا اتفاقية أوسلو لإعداد المقارنة , وتم اختيارها عن غيرها لوجود الشبه كبير , فقد راهنت كثير من القوى الوطنية الفلسطينية حينها على الإتفاق لنيل الحرية وايقاف شريان الدم الهادر , ومواجهة غطرسة الإحتلال وطموحاته التوسعية , وجعلت منه باب أمل .
وقع الإتفاق منظمة التحرير ممثل الشعب الفلسطيني ومظلته السياسية حينها -تضم معظم القوى الوطنية التحررية – .تحفظت بعض القوى حينها عن الإتفاق , لكنها لم تكن في مستوى منظمة التحرير وشرعيتها وتأثيرها على الجماهير .
أولا اتفاق أوسلو ..
والمعروفة رسمياً باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي , هو اتفاق سلام وقعه الإحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية عام 1991 .
ثانيا اتفاق الرياض ..
هو اتفاق جرى بوساطة سعودية ومشاركة تحالف دعم شرعية عبد ربه منصور هادي في اليمن، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وجرى التوقيع عليه في العاصمة السعودية الرياض، في 5 نوفمبر 2019، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي .
وجه الشبه :
1. تم الإتفاق بين طرف يحمل مشروع وطني تحرري وآخر محتل .
2. لم ينص الإتفاق على الإستقلال , لكنه خطوة متقدمة لتحقيق الإستقلال واقامة الدولة المنشودة .
3. تجاهل راعي الإتفاق الخطوات الزمنة في التنفيذ .
4. معاملة طرفي الإتفاق بتمييز واضح (السماح لخروقات طرف , وتهديد الطرف الآخر في حالة الرد واتهامه بعرقلة تنفيذ الإتفاق ) في انحياز واضح وفاضح .
5. تم تقييد حركة القيادة السياسية للمشروع الوطني التحرري.
6.غزا المال الحركة الوطنية , في ظل معيشة صعبة ومعاناة متجذرة دفعها الشعب ثمنا باهظا للمشروع الوطني التحرري منذ انطلاقة الثورة.
7.عاشت القوى الوطنية (السلطة الوهمية قبل استلام السلطة الحقيقية).
النتيجة ..
1.انسحبت شرعية منظمة التحرير الفلسطينية من الجماهير التي انقسمت وتفتت , حتى غدت بعض القوى الصغيرة لحظت توقيع الإتفاق ندا للمنظمة التي تهمش دورها .
2. فرضت سلطات الإحتلال الإسرائيلي الأمر الواقع في الضفة الغربية والقدس .
3. تضاءل الأمل كثيرا في نيل الحرية والاستقلال عما كانه قبل اتفاق أوسلو .
رسائل للوفد المفاوض ..
حتى لا نصل إلى تلك النتائج الكارثية , وبعد مرور عام على الإتفاق من غير إلتزام به وببنوده نقترح :
1. يجب عدم السكوت عن الخروقات في جبهات القتال واتخاذ موقف ضاغط وقوي .
2. توحيد الجبهة الداخلية (تفعيل الحوار الجنوبي جنوبي ) وفرض الأمر الواقع وبسط السيطرة .
3. الإلتزام بالخطة المزمنة للإتفاق (اعطاء مهلة محددة ) مالم العودة واخلاء الطرف عن التزامات الإتفاق .
4.زيادة التحرك الخارجي ومخاطبة الدول الشقيقة والصديقة لكسب دعمها ومساندتها .
5.الإقتراب من الشعب ومخاطبته بشفافية فهو مصدر قوة وشرعية وفدنا المفاوض .
ثقتنا بكم كبيرة وأملنا بعد الله عليكم فلا تخذلونا .