اخبار عربية ودولية

تقرير أمريكي: طرد القوات الجنوبية لـ “القاعدة” وهزيمتها ميدانيا ظهر في دعاية التنظيم

قال مركز دراسات أمريكي معني باليمن، إن التسجيل الدعائي الذي نشره تنظيم القاعدة في وقت سابق هذا الشهر، كان مختلفاً بشكل كبير عن الدعاية السابقة، مشيراً إلى سلسلة الهزائم التي تلقاها التنظيم في محافظة أبين، جنوبي البلاد.
وقال المركز الأمريكي لدراسات جنوب اليمن، إن “القاعدة ظهر ضعيفا في الفيديو الأخير”، في إشارة إلى تسجيل مرئي نشره التنظيم وظهر فيه أمير القاعدة في محافظتي أبين وشبوة منير باجلي الأهدل، الملقب بـ”أبو الهيجاء الحديدي” يلقي كلمة “تحفيزية” لعدد قليل من المسلحين قبل أن يشنوا هجوما على قوات الحزام الأمني. 
وأضاف: وبدلاً من دعاياتهم (القاعدة) التي اعتادوا فيها على استعراض القوة، ظهروا في هذا الفيديو في موقف ضعيف وكأنهم في موقف دفاعي، معترفين بأنهم حولوا استراتيجيتهم من الضربات المباشرة إلى استخدام المتفجرات مثل القنابل المزروعة على جوانب الطرق.
ورأى أن هذا التحول يمثل مؤشرا على أنهم قد طردوا من مناطق مهمة في أبين كانوا قد احتلوها من قبل وأنهم لم يعودوا قادرين على حشد المقاتلين لمهام قتالية مثل الهجوم في احور الذي تزامن مع بدء عملية “سهام الشرق”.
وانطلقت عملية “سهام الشرق” إلى محورين، شمل المحور الأول المديريات الساحلية وابرزها خنفر وأحور والتي تضم مدينتي شقرة وخبر المراقشة حيث قامت القوات الجنوبية المنتشرة في هذا المحور بتطهير معظم معاقل تنظيم القاعدة في موجان ووادي سري.
أما المحور الثاني، فقد شمل المديريات الوسطى والشمالية الشرقية لأبين، والتي تشمل لودر، والوادي، ومودية، والمحفد. قامت القوات الجنوبية، والتي تم تسليحها وتدريبها من قبل الإمارات العربية المتحدة، بتطهير معظم معاقل القاعدة في هذه المنطقة، وأبرزها وادي عومران، الذي كان أكبر معقل للتنظيم في أبين منذ عام 1994.
أثناء السفر –يقول التقرير- على طول الطريق الساحلي من شقرة إلى أحور، شوهد انتشار قوات الحزام الأمني على امتداد الطريق الذي يزدحم بعشرات السيارات والشاحنات المارة من الشرق إلى عدن والعكس. وغالبا ما يقف الركاب عند نقاط التفتيش لتبادل الأحاديث القصيرة مع الجنود المتمركزين هناك، بل ان بعض المسافرين يترجل من سياراتهم للترحيب بالجنود المنتشرين على طول الطريق.
ففي سوق مدينة شقرة، حيث يمر الطريق وسط السوق، يمكن للمرء أن يتعرف على الفور على حجم إنجازات القوات الجنوبية. يعج السوق بالمتسوقين والباعة.
يقول التقرير، قبل سيطرة الحزام الأمني على شقرة، اعتادت عناصر ارهابية على التحرك في السوق بكل حرية، مما تسبب في مخاوف السكان المحليين. وعلى الرغم من أن أعضاء القاعدة تجنبوا إلحاق الأذى بالمدنيين المحليين في شقرة في ذلك الوقت لتجنب الانتقام وكسب ثقتهم، شعر السكان المحليون بالتهديد من وجودهم لأنهم، في الماضي عندما كان يسيطر التنظيم على منطقة ما، كانوا ينقلبون على المدنيين بالقوة والترهيب وفرض عقوبات قاسية، بما في ذلك الإعدام، على كل من ينتهك قواعدهم.

ضربات قاتلة لـ”القاعدة” في اليمن
وأكد المركز الأمريكي أن القوات الجنوبية لعبت دورا حاسما في مكافحة الإرهاب. فقد نشطت في عدن وحولها وفي جميع أنحاء الجنوب موجهة ضربات قاتلة للتنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة ولا سيما في محافظات لحج وعدن وأبين، وكذلك شبوة الغنية بالنفط وحضرموت.
وأضاف: بعد الانتصار الذي حققته القوات الجنوبية والمتمثل بطرد عناصر تنظيم القاعدة من لحج في أغسطس 2016، قامت قوات الحزام الأمني بعد ذلك بطرد مسلحي التنظيم من مدينة زنجبار عاصمة أبين.
وفي أبريل 2016، نجحت القوات الجنوبية، ممثلة بقوات النخبة الحضرمية، في طرد القاعدة من المكلا. ومنذ ذلك الحين، تقوم قوات النخبة بتأمين كامل المنطقة الساحلية في حضرموت.
كما نفذت القوات الموالية للمجلس الانتقالي ممثلة بقوات النخبة الشبوانية عملية عسكرية ناجحة في شباط 2018 سميت بـ”السيف الصارم” لتطهير منطقة الصعيد من القاعدة.
وفي فبراير من عام 2018، شنت قوات النخبة الحضرمية، عملية واسعة أطلق عليها اسم “الفيصل” طهرت من خلالها معقل القاعدة في وادي المسيني غربي المكلا.
وفي مارس 2018، شنت قوات الحزام الأمني عملية واسعة النطاق ضد القاعدة في مدينة المحفد الواقعة في الجزء الشرقي من أبين. تم خلالها القضاء على العديد من كبار قادة التنظيم، بمن في ذلك أبو محسن باصبرين، أحد أبرز قادة القاعدة في اليمن.
وفي مارس 2019، أطلقت قوات النخبة في محافظة شبوة عملية “الجبال البيضاء”، لتطهير مناطق نصاب ومرخة وخورة وعبدان. بعد هذه العملية، أعلنت قوات النخبة الشبوانية أن المحافظة الغنية بالنفط خالية من القاعدة حيث فر مقاتلو التنظيم إلى المحافظات اليمنية المجاورة، البيضاء ومأرب.

نكسة
مهدت الاشتباكات التي اندلعت في أغسطس 2019 بين القوات الموالية للانتقالي في عدن والقوات الموالية للحكومة اليمنية بقيادة الرئيس السابق للبلاد هادي، الطريق لمليشيا الإصلاح “ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن” للسيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط وأجزاء واسعة من محافظة أبين.
إن سقوط المحافظتين الاستراتيجيتين الجنوبيتين في يد عناصر الإصلاح، الذين سحبوا قواتهم من محافظتي البيضاء والجوف، أعاد إحياء الجماعات الإرهابية وزودها بممرات آمنة لاستعادة مواقعها السابقة في المحافظتين اللتين طهرتا من قبل قوات المجلس الانتقالي.
وقبل ثلاثة أسابيع، أحرزت القوات الجنوبية تقدما جديدا في المرحلة الرابعة من عملية “سهام الشرق” والتي تمكنت من خلالها الانتشار في مديرية المحفد شرقي أبين. وهي المديرية الحدودية مع شبوة والتي تتميز بتضاريسها الوعرة وبنيتها القبلية المعقدة.
ويوم الجمعة الموافق 11 نوفمبر 2022 اقتحمت كتيبة من قوات الحزام الامني وادي الخيالة بمديرية المحفد لتعقب عناصر انصار الشريعة الذين فروا من وادي عمرن في مودية وحاولوا التمركز في سلسلة جبال وادي الخيالة. 
وصرح ضابط أمن في قوات الحزام الأمني للمركز الامريكي، أن قواته اقتحمت وادي الخيالة في ساعة مبكرة من صباح الجمعة وأعادت انتشارها في مواقع متعددة على طول سلسلة الجبال هناك. واضاف “قتل اثنان من جنودنا الشجعان واصيب اربعة اخرون بعبوة ناسفة زرعها عناصر التنظيم في طريقنا لاعاقة تقدم قواتنا”.
وبعد أن وجهت القوات الجنوبية ضربات قاتلة إلى مخابئهم في وادي عمران في مودية، فر إرهابيو القاعدة إلى المحفد مستغلين تضاريسها الوعرة التي وفرت لهم مخابئ وممرات آمنة إلى محافظتي شبوة والبيضاء المجاورتين.
وبحسب الباحث سعيد العوذلي من أبين، فإن “منطقتي السعيد وحبان في محافظة شبوة المجاورة وفرت لمقاتلي القاعدة ملاذات آمنة مثل وادي الخيالة وجبل ضيقة”.

كلفة باهظة
ودفعت القوات الجنوبية ثمناً باهظاً في محاربة الإرهاب منذ العام 2015 وخسرت أكثر من 50 من جنودها سقطوا قتلى وأكثر من 120 جريحاً في مواجهة عناصر الإرهاب في محافظة أبين منذ انطلاق عملية “سهام الشرق”. وبحسب قائد عسكري بارز، فمنذ بدء العملية العسكرية في 23 أغسطس 2022، قتلت القوات الجنوبية 24 من مقاتلي القاعدة وألقت القبض على 12.

إلى الأعلى